امى اسمعى

بكاء طفلة غزة

أطلعت الشمس يا أمي ؟
لم تتوارى مثلي
خلف
السحاب
وأنا خلف الحجر تحت
الحطام
أمي أتسمعين النداء ؟
أمي
إنهضي الأرض تغرق
دماء

***

أمي إني أخاف الدماء
لم يعد هناك
ماء
أمي لا تتركيني فالأب
مات
و الأرض خراب و دمار
وهشاشة عُظام
أمي
لم تصمُتين ؟
أمي إن كنت ِ تحتضرين
قاسميني الموت
إني أخاف بعدك
اغتيال
كطيور الصباح
و حرق الشتاء

***

أمي أتعلمين إن
العالم
بشتاء ؟
و نحن في غير الفصول
فصل نار .. و بقايا احتراق
جزء
الله صهيون
لم هذا الدفء ؟ لقد ذاب
مع الثلج جسد الطفل
و الشيخ يشكي
جوع
حتى السبت يوما ً أنصهر
في ذكرى الخلود

***

أمي
إنهضي
وشدي الرباط
لم يبقى بالعرب أمل
وصاروخ المساء جاء
أخبريني عن سر
الصمت
يا أماه ؟
لم أخبر بالدم كريات جٌبن .!
منذ ستون عام و
الأرض
تشكي لهم حزنها
لعلهم يمطرون بعضا ً
من عصور الأنبياء .!
أمي
إنهضي
إنهضي .!
هناك طير مكسور الجناح
لم يبالي بالجراح لكن
الرمال
عثرت خطاه
أمي إنهضي
نضمد له الجراح
و يمضي للتحليق في
السماء
و يصد
خداع شهاب بجوف
الليال

***

أمي إني أسمع
أنفاسك تبكي ؟
لا
تخافي فبعد عينك
سأموت بعدك
فالورود لا تزهر دون
ماء
و قهر الظلام يخلف
أشلاء
و جُل ما أخشاه
في زمن الجحود شرب
الدماء
فالمجاعة تفقر
بحار
مات البشر في دار ياسين
و غزة لن تكون الموت
الأخير يا
أماه

***

أمي أغمضي عينيك
و أرحلي مع الشهداء
دون
وداع
سأكون بعدك في أحضان
السماء
فالسُلم حلمنا من زمن
بعيد ..
بعيد
تسقط دول و تقوم دول
ونحن ما زلنا ننتظر
خيال و سلام و نصر
لا
عليك .. فصهيون
ستمتصهم الهزيمة
و خالقي هزيمة ..
هزيمة

***

أمي
أليس الصبح بقريب ؟
إذا ً
بالغيوم جمال و
الأعلام
حكم
آلآ تري علمنا أسود
و أحمر
فالأخضر بهجتنا
ستزرع دروبنا
و تعود
الأرض الحزينة
و يعود الطفل الشارد
في حضن أبيه
و أنت ِ فخر
الشهادة
و هو رمز البطولة
في تاريخ فلسطين
و فلسطين بدول عظيمة
عنوان
روايتها شرف أمم
و فصولها أساطير رجولة
لا ختام لها ..
.. لا ختام